أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة ، للشيخ محمد القطاوي : سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية والفداء

خطبة الجمعة القادمة 27 أكتوبر 2023م بعنوان : سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية والفداء ، للشيخ محمد القطاوي ، بتاريخ 12 ربيع الآخر 1445هـ ، الموافق 27 أكتوبر 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 27 أكتوبر 2023م بصيغة word بعنوان : سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية والفداء ، للشيخ محمد القطاوي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 27 أكتوبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية والفداء ، للشيخ محمد القطاوي

عناصر خطبة الجمعة القادمة 27 أكتوبر 2023م ، بعنوان : سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية والفداء ، للشيخ محمد القطاوي ، كما يلي:

 

سيناء في القرآن الكريم، ومكانتها في الإسلام

في سيناء تجليات الله ومرور الأنبياء

الروح والنفس فداء لكل شبر من أرض مصر

الإسلام يأمر بطاعة ولي الأمر

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 27 أكتوبر 2023م ، بعنوان : سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية والفداء ، للشيخ محمد القطاوي ، كما يلي:

(سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية والفداء)

لفضيلة الشيخ محمد القطاوي

بتاريخ 12 من ربيع الآخر 1445هـ، الموافق 27 أكتوبر 2023م

الاصطفاء سنة كونية من سنن الله في كونه

فقد اصطفي من الملائكة رسلا وفضل بعضهم علي بعض واصطفي من الناس رسلا وجعل أفضلهم خير البشر محمد صلي الله عليه وسلم فاختصه بمحبته وجعل لكل نبي أمة واصطفي من الأمم أمة خير البشر فجعلها خير أمة أخرجت للناس واصطفي من الأرض بقاعا مقدسة فجعل لكل بقعة مكانها ومكانتها التي تتميز بها فاصطفي مكة فجعلها خير البقاع في الأرض واصطفي مصر فجعلها أمنا وأمانا وتجلي عليها ببركته وشرفها بخير جند واصطفي من البقاع المقدسات التي تهوي إليها أفئدة المؤمنين وأرواحهم  فجعل منها البيت الحرام والمسجد الأقصي وجبل الطور في سيناء والذي تجلي عليه رب العباد بنوره الإلهي فشرفه أيما تشريف وهكذا جرت سنة الله في الاصطفاء والتفضيل والتمييز ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (القصص).

سيناء في القرآن الكريم

المتدبر لآيات الذكر الحكيم يجد أن الله جعل لمصر مكانة عظيمة وقدسية مباركة ففيها الأرض المباركة أرض سيناء الحبيبة التي شرفها الله بالذكر في قرآنه فقد حظيت سيناء فى القرآن الكريم باحتفاءٍ خاص، حيث: أقسم بها الحق سبحانه في قرآنه قائلا: “والتين والزيتون. وطور سينين” (التين: ١-٢)  بل جعل فيها شجرة تحدث عنها ، مصدرها وأصلها في سيناء فقال {وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين} [المؤمنون: ٢٠] فإن من نعم الله علينا أنه أخرج للعباد ما يأكلون، وأخرج لهم طعامهم وأقواتهم، وأخرج لهم فاكهتهم، ومن ضمن ما أخرج الله عز وجل للعباد: {شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} أي أصلها من هذا المكان فى سيناء وقوله تعالى: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ المقصود بها: شجرة الزيتون، وهي شجرة لا تكلف الإنسان ولا يعاني في زرعها، ولكن الله عز وجل ينبتها للإنسان فتخرج سريعة فكفانا فخرا وشرفا أن مصدرها أرض سيناء فذِكْر الله لسيناء في القرآن الكريم فيه تعظيم وتشريف لهذه البقعة المباركة من أرض مصر.

تابع / خطبة الجمعة ، للشيخ محمد القطاوي : سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية والفداء

سيناء فيها تجليات النور الإلهي وعلى أرضها مرور الانبياء

سيناء المباركة المكان والمكانة يكفي أن نقول إنها البقعة الوحيدة فى هذا العالم التى التقت فيها الأرض بالسماء عندما تجلى الخالق عز وجل وكلم موسى تكليمًا بالواد المقدس طوى.

من هنا ندرك أن سيناء بقعة مباركة من أرض مصر شرفت جبالها وأوديتها وحبات رمالها بوقع أقدام أنبياء الذين اصطفاهم الله من عباده؛ لحمل وتبليغ رسالته.

* وعلى أرض سيناء التاريخ يتكلم حيث كانت أرضها طريقا لمسار الأنبياء منذ فجر التاريخ وطريق العائلة المقدسة وطريق الفتح الإسلامي.

ولا عجب في ذلك؛ فقد شرف الله تعالي أرض سيناء فجعلها معبرًا لأنبياء الله عز وجل إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وعيسى وأمه البتول مريم عليهم الصلاة والسلام. ولهذا السبب حظيت بهذا التكريم فى القرآن الكريم، في كثير من الآيات:

– وقدر لهذه الأرض أن تشهد مطلع الرسائل السماوية الثلاث: {اليهودية –المسيحية – الإسلامية}.

* فأبو الانبياء إبراهيم الخليل عليه السلام والذى شق طريقه خلالها هو وزوجته السيدة ساره إلى مصر قادمًا من بلاد الرافدين متجها إلى أرض كنعان بفلسطين؛ حيث اشتد القحط بتلك البلاد وذهب إلى مصر متخذا سيناء طريقًا حيث أقام مدة من الزمن فى مصر وعاد ثانية إلى فلسطين.

 عبر سيناء ومعه زوجتيه ساره، وهاجر” أم إسماعيل” الأميرة المصرية الأسيرة التى هى من مدينة الفرما من قبيلة أم العرب بشمال سيناء والتى أهداها إليهما فرعون مصر.

* كما وطأ أرضها كل من يوسف الصديق وأبيه النبى يعقوب عليهما السلام وإخوته أسباط بنى إسرائيل؛ حيث كان فى هذه المنطقة عبورهم وذهابهم ومجيئهم ورواحهم، حيث تم لقاء سيدنا يوسف بأبيه سيدنا يعقوب، فعلى أرضها إلتأم شملهما والتقيا بعد سنوات من العذاب والغربة والحرمان.

* وعلى أرض العريش فصلت العير ومن أرضها انطلقت رائحة قميص يوسف حتى وصل إلى فلسطين ليشمه يعقوب علية السلام، ويقول قولته المأثورة “إنى لأجد ريح يوسف” وهذا ماجاء في تأويل قوله تعالى:

(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ). يوسف

وتفسيرها أنه َلَمَّا فَصَلَتْ العِير أى عندما وصلت قافلة، لقد انطلقت هذه المعجزة من أرض العريش إلى أرض فلسطين حيث كان يقيم نبى الله يعقوب.

* كما لجأ إليها موسى عليه السلام من غضب فرعون قاصدًا أرض مدين بجزيرة العرب حيث التقى بالنبى شعيب وتزوج ابنته مقابل خدمته ثمانية أعوام، وبعد هذه السنوات عاد إلى سيناء قاصدًا مصر، ولكنه ضل الطريق فكان لقاؤه مع ربه على جبل موسى فى منطقة الطور حيث أمره الله عز وجل بتلقى رسالته للإنسانية فى تلك الأرض التى باركها الله عز وجل؛ حيث تجلت القدرة الإلهية.

* وعندما عاد موسى ثانية بقومه من بنى إسرائيل هربًا من فرعون ساروا متجهين إلى سيناء؛ حيث وجدوا البحر الأحمر فى مواجهتهم ومن خلفهم لحقهم فرعون وجنوده فحدثت المعجزة على أرضها حينما أمر الله موسى أن يضرب البحر بعصاه ليجد الطريق أمامه يابسًا ممهدًا له ومن معه ثم يعود البحر مرة أخرى إلى حالته الأولى فيغرق فرعون وجنوده وينجو موسى وقومه بإذن الله، حيث حدثت المعجزات الإلهية.

تابع / خطبة الجمعة ، للشيخ محمد القطاوي : سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية والفداء

* وفى أرض سيناء ضرب موسى الأحجار لتنفجر منها ينابيع المياه (عيون موسى) الإحدى عشر بعدد أسباط بنى اسرائيل حيث عرف كل قوم مشربهم، والتى هى موجودة حتى الآن تشهد بمعجزة الخالق عز وجل.

* وعلى أرض سيناء تلقى موسى عليه السلام الوصايا العشر من ربه سبحانه وتعالى والقاضية بوحدانية الله عزوجل والجامعة لدروس الأداب الدينية. “من مصر ناديتُ أبنائي”

* وعلى أرض سيناء أنزل الله على موسى وقومه من بنى إسرائيل (المن والسلوى) ولكن تجبر بنو إسرائيل وعصوا موسى فغضب الله عليهم وكتب عليهم التيه بين الجبال وفى أودية سيناء أربعين عامًا جزاء ما اقترفوه كفرًا وعصيانًا، وكتب الله عليهم المذلة والمسكنة كما في قوله عزوجل:” قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين “المائدة (٢٦)

ومن شُطأنها انطلق موسى للقاء العبد الصالح سيدنا الخضر عليه السلام، والذي علمه مالم يحط به خبرًا، وهذا ماورد فى قوله عز وجل: “وإِذ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى ٰأَبْلُغ َمَجْمَعَ الْبَحْرَيْن أَوْأَمْضِيَ حُقُبًا. فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْر سَرَبًا“.

وعلى أرض سيناء تجلى المولى عز وجل وعلى جبل الطور كلم الله موسي عليه السلام من عليه تكليمًا، وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا” مريم ٥٢.

– كما أن من خصائص هذا الجبل أن رفعه الله عز وجل فوق اليهود عندما خانوا العهد ولم يؤمنوا وجادلوا سيدنا موسى علية السلام وعاندوه. فكان تخويفًا وإرهابًا لهم فآمنوا ثم أعرضوا كعادتهم فقال فيهم عز وجل: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ” وظل الجبل فوقهم كأنه سحابة تنتظر أوامر المولى جلت قدرته لتطبق على رؤوسهم. قال تعالى: (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأعراف:

* وفيها “الوادي المقدس طوى” وهو البقعة الغالية التي قدسها الله تعالي فنادي فيها موسي قائلا: “هل أتاك حديث موسي. إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى” (النازعات:١٥-١٦) ذلك الوادي الكريم الطاهر الذي قال فيه المولي عز وجل لموسى “فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى” والله جل وعلا يصف منطقة الوحي في جبل الطور بأنها “بقعة مباركة” وذلك في قوله تعالى {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} [القصص:٣٠].

والواقع أن سيناء تحمل في أسماء أماكنها كل آثار قصة سيدنا موسى علية السلام، وفرعون واليهود، من البعث حتى الخروج، ابتداء من عيون موسى قرب رأس خليج السويس، إلى جبل حمام فرعون وجبل موسى على الساحل الغربي لسيناء، إلى هضبة التيه في الداخل، إلى جبل المناجاة في عمق الجنوب أي الطور، بما في ذلك ـ دون شك الوادي المقدس طوى، وإن كنا لا نعرف أين هو بالتحديد؟

* كما سلكتها العائلة المقدسة عندما احتضنت السيدة مريم العذراء عيسى عليه السلام يرافقهما ابن عمها يوسف النجار فى طريقهما إلى مصر فرارًا من الملك الجائر إلى أن وصلا إلى دير المحرق بمحافظة أسيوط حاليًا حيث أقاما إلى أن أمرهما الله بالعودة، فعادا مرة ثانية إلى فلسطين بعد هلاك هذا الملك الجائر، فكانت رحلة العودة والرجوع الى الأرض المقدسة عبر سيناء أيضًا.

تابع / خطبة الجمعة ، للشيخ محمد القطاوي : سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية والفداء

* ويسجل التاريخ أنه ومنذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان وأكثر بقليل شهدت سيناء إقامة أول صلاة لعيد الأضحية المبارك علي أرض مصر، وذلك حينما دخل عمرو بن العاص بجيشه الظافر أرض سيناء المقدسة التي باركها الله، والتي نالت قدسيه استقبال كل الرسالات هنا وعلي أرض العريش وتحديدًا منطقة المساعيد وبعد أن قرأ عمرو بن العاص كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي جاء فيه. أما بعد: “فإن أدركك كتابي هذا وأنت لم تدخل مصر فارجع عنها، وأما إذا أدركك وقد دخلتها أو شيئًا من أرضها فامض، واعلم أنني ممدك” فالتفت إلى من حوله، وقال: أين نحن يا قوم؟ فقالوا في العريش

فقال: وهل هي من أرض مصر أم الشام؟ فأجابوا إنها من مصر، وقد مررنا على عمدان رفح.

فقال: هلموا بنا إذًا قيامًا بأمر الله وأمر أمير المؤمنين ـ وهنا يهنئ القائد جند الإسلام قائلا: “هذا المساء عيد” ومع مرور الأيام أصبحت منطقة المساعيد الحالية تعرف بهذا الاسم. ويتقدم عمرو بن العاص ليتحقق بعد ذلك الفتح الإسلامي لمصر كلها.

وترجع أهمية عبور سيناء لفتح مصر وذلك لتأمين فتوحات المسلمين في بلاد الشام، وهي الطريق لنشر الإسلام واللغة العربية في شمال إفريقيا وتأكيد قول الرسول الكريم: (إذا فتح الله عليكم بعدي مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض؛ لأنهم في رباطٍ إلى يوم القيامة).

وسارت جيوش المسلمين إلى الفرما قرب بورسعيد واستولت على بلبيس واشتبكت مع الروم، وانتصرت عليهم في موقعة عين شمس، وتقدم عمرو بن العاص إلى حصن بابليون بمصر القديمة؛ حيث تحصن الروم واستولوا عليه واستسلم الروم. وتصبح مصر في نهاية عام ٦٤٢م (٢١ هـ) ولاية تابعة للخلافة الإسلامية.. وهكذا أشرقت شمس الإسلام علي مصر وساد السلام والود بين العرب القادمين من الجزيرة العربية والذين آمنوا من أبناء مصر بالإسلام. فالفتح الإسلامي لم يكن من أجل التدمير والإذلال، أو من أجل إكراه الناس على العقائد، ولكن من أجل أن تقام دولة تخلص العبادة لله الواحد القهار. تعتنق مكارم الأخلاق، أبناؤها يبنون ولايخربون – يصلحون ولايفسدون – يجمعون ولايفرقون. ولم يكن من أجل غنيمة أو شهوة من الشهوات، ولكن من أجل أن تنتشر راية الإسلام وإعلاء كلمة الله، وليخرج الناس من الظلمات إلى النور.

الروح والنفس فداءا لكل شبر من أرض مصر

ليعلم القاصي والداني أن أهل مصر تظهر وطنيتهم حينما يحاول العدو الاقتراب من أرضهم ويكشرون عن أنيابهم في الوقت الذي يتوهم فيه عدوهم أنهم منشغلون بدنياهم ومعاشهم، فمعادن أهل مصر ظهرت كثيرا حين اشتد البأس فرأي العدو من شجاعتهم ما أرهبه وألقي الرعب في قلبه، إنها رسالة المصريين لكل عدو غاشم ، إنا لقوة عند الحرب صفا واحدا خلف قيادة حكيمة فلا يستهان بقوة أهل مصر ولا يستطيع أحد كائنا من كان  أن يقترب من شبر واحد من أرض مصر إلا علي جثث أهلها ودماء شعبها فنحن أهل مصر بقوة إيماننا وعزيمتنا ووطنيتنا نفتدي الوطن بالروح والنفس والغالي والنفيس.

تابع / خطبة الجمعة ، للشيخ محمد القطاوي : سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية والفداء

الإسلام يأمر بطاعة ولي الامر

لقد امر الإسلام اتباعه دوما بالرجوع في كافة القرارات المصيرية الي صناع القرار الذي اختصهم الله لهذه المهمة، فمهمة صنع القرار لا يتعرض لها إلا من اختصه الله لحملها، أمانة القيت علي عاتق من اختاره الله ونحن في هذه الآونة نري تربص الأعداء بوطننا فحري بنا أن نلتف حول القيادة السياسية مؤمنين بكل ما يتخذونه من قرارات تخص أمن وسلامة هذا الوطن .

وإني أخاطب القيادة العسكرية لهذا الوطن بصفة عامة وقائد الدولة ورئيسها بصفة خاصة سيادة الرئيس لا نقول لك إلا ما قال سيدنا سعد لسيدنا النبي صلي الله عليه وسلم حينما أشار عليهم في غزوة بدر وفقه سعد أن رسول الله يقصد مشورة الانصار فنطق سعد بن معاذ قائلا:

والله، لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال : «أجل»، قال سعد : فقد آمنا بك، فصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوًّا غدًا إنا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله , وفي رواية : أن سعد بن معاذ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًا عليها أن لا تنصرك إلا في ديارهم، وإني أقول عن الأنصار، وأجيب عنهم : فاظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت،وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك فو الله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد، ونشطه ذلك ثم قال : «سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى  الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم» (قال الهيثمي في المجمع (رواه الطبراني وإسناده حسن) .

ونحن نقول لسيادتكم امض لما وفقك الله من قرار يخص وطننا ويدفع الشر عن أرضنا فنحن معك ونحن خلفك ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا علي بركة الله فلسنا أقل وطنية من شهداء أكتوبر المجيد الذين ارتوت أرض سيناء بدمائهم الطاهرة.

وفي الختام، إن أرض سيناء هى المدخل وهي بوابة الدخول إلى مصر ولذا فهى جزء عزيز وغالى وأرض مقدسة من مصرنا الغالية تقدست سمائها بتجلي نور الخالق عز وجل وتعطر ترابها بمسار الأنبياء، وارتوت أرضها بدماء الشهداء وعرق المناضلين والأبطال، ورغم ذلك ظلت أرض سيناء وسكانها فى محن مستمرة ومعاناة دائمة تقاذفتها الحوادث؛ وذلك بسبب  أعداء الوطن، … فما أحوجنا إلى تعمير هذا الإقليم الغني الثري. تعميره فكرًا وعلمًا وصناعةً وزراعةً ؛ كي نقضي على بؤر التطرف وبذور الشقاق والخلاف والأفكار المسمومة. ما بين فكرٍ تكفيري يجتاح هذه البقعة المباركة وأياد خارجية تعبث بأمنها.

والله الهادي إلى سواء السبيل.            جمع وترتيب محمد القطاوي

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »